Thursday, March 3, 2011

تأمُّلات طفولية | يا ليتكِ تقلبين وَجهَكِ







بدأت الحكاية في الحلم, و كانت الصغيرة غارقة في النوم.
أغلقت باب غُرفتها ولم تُغلق النافذة.
و كان القَمَر ساهراً عند كتف التلال.

 

قالت الصغيرة: أُبقي نافذتي مَفتوحة,
 أخاف أن يبرد القمر فلا يجد سقفاً يبيت تحته.
ثم أغمَضت عينيها و استرسلت في النوم.


اقتربت منها غمامةٌ زرقاء, و لَفَّت جسدها
الضَّئيل ثم رفعته عن الأرض.
سألتها الصغيرة: الى أين؟
فلم تُجبها, بل تابعت السفر, و الأبواب
تنفتح أمامها, و الصغيرة غارقة في الذهول.


حين بلغت الغمامة قمّة الجبل جَلَست تستريح
من عَناء السَّفر . فَعادت الصغيرة
تَسألها: وأنا, أين أذهب من هُنا؟
ضَحكت الغمامة وَدعتها كي تتأمل المَشهد الجديد.

 

وقَفت الطفلة فوق قمّة, و أبصرت قطرات
ماء ترشح من أسفل الغمامة
 فسألتها بهلعَ:
 تبكين ؟؟
راحة الغمامة تُقهقه و ازداد ذهول سائلتها.
لكنها لم تلبث أن تابعت:
أعرف, أنت تبكين من وجه و تضحكين من الوجه الآخر.
-"هذا تماماً ما أفعلُه", قالت الغَمامة.                           
-عندما أتطلع الى فوق باتجاه الكَواكب و في الفضاء الرَّحب
تأخُذني موجة فَرح. لكن ما أن ينحدر بصري إلى تَحت
و تطالعني أحوال البؤسِ و الشَّقاء عند سُكان الأرض,
لا يسعُني إلا أن أذرف الدُّموع.
قالت الصغيرة ببساطة:

-يا ليتك تنقلبين, فَتديرين وَجهك الضاحك إلى 
تَحت  حَتى إذا أبصر الناس فَرَحكِ فَرِحوا,
و إذا سَمعوك تضحكين أصابتهم عَدوى الضَّحِك

يا ليتكِ تقلبين وَجهَكِ




من مَقال "تَأملات طفولية"
   للكاتبة: إمِلي نَصر الله

أحببتها حَتى بكيت ,,,

2 comments:

  1. و أنا أحببتها لدرجة جعلتني أقرأها ثلاث مرات بدون أي ملل

    ReplyDelete
  2. و أنا قرأتها أكثر من مَرّة
    بالفعل .. بدون أي ملل

    تأخذنا الى عالم البياض
    اشتقتُ إليه ='\

    ReplyDelete