أغلقت باب غُرفتها ولم تُغلق النافذة.
و كان القَمَر ساهراً عند كتف التلال.
قالت الصغيرة: أُبقي نافذتي مَفتوحة,
أخاف أن يبرد القمر فلا يجد سقفاً يبيت تحته.
ثم أغمَضت عينيها و استرسلت في النوم.
اقتربت منها غمامةٌ زرقاء, و لَفَّت جسدها
الضَّئيل ثم رفعته عن الأرض.
سألتها الصغيرة: الى أين؟
فلم تُجبها, بل تابعت السفر, و الأبواب
تنفتح أمامها, و الصغيرة غارقة في الذهول.
حين بلغت الغمامة قمّة الجبل جَلَست تستريح
من عَناء السَّفر . فَعادت الصغيرة
تَسألها: وأنا, أين أذهب من هُنا؟
ضَحكت الغمامة وَدعتها كي تتأمل المَشهد الجديد.
وقَفت الطفلة فوق قمّة, و أبصرت قطرات
ماء ترشح من أسفل الغمامة
فسألتها بهلعَ:
تبكين ؟؟
راحة الغمامة تُقهقه و ازداد ذهول سائلتها.
لكنها لم تلبث أن تابعت:
أعرف, أنت تبكين من وجه و تضحكين من الوجه الآخر.
-"هذا تماماً ما أفعلُه", قالت الغَمامة.
-عندما أتطلع الى فوق باتجاه الكَواكب و في الفضاء الرَّحب
تأخُذني موجة فَرح. لكن ما أن ينحدر بصري إلى تَحت
و تطالعني أحوال البؤسِ و الشَّقاء عند سُكان الأرض,
لا يسعُني إلا أن أذرف الدُّموع.
قالت الصغيرة ببساطة:
-يا ليتك تنقلبين, فَتديرين وَجهك الضاحك إلى
تَحت حَتى إذا أبصر الناس فَرَحكِ فَرِحوا,
و إذا سَمعوك تضحكين أصابتهم عَدوى الضَّحِك
يا ليتكِ تقلبين وَجهَكِ
من مَقال "تَأملات طفولية"
للكاتبة: إمِلي نَصر الله
أحببتها حَتى بكيت ,,,
و أنا أحببتها لدرجة جعلتني أقرأها ثلاث مرات بدون أي ملل
ReplyDeleteو أنا قرأتها أكثر من مَرّة
ReplyDeleteبالفعل .. بدون أي ملل
تأخذنا الى عالم البياض
اشتقتُ إليه ='\